مُذْ قرأتُ أول لغز- وهو بائع البالونات- في سنٍّ صغير،
بدأتُ بتدوين كل ما يُذكر في الألغاز من أسماء المحافظات المصرية، الجبال،
الوديان، المدن، الطرق، الشوارع، حتى أرقام الباصات من منطقة إلى أخرى، وطرق
التنقل المتعددة بين الضواحي في كتيبٍ صغير اعتبرته دليلاً خاصاً يُغنيني عن
الإستعانة بخريطةٍ لجمهورية مصر العربية. ورغم البعد الزمني ما بيني وبين
الكتابات، إلاَّ أن الكتيب امتلئ بالعديد من الأسماء والأماكن وخطوط المواصلات،
حتى حُفرتْ الخريطة المتصوَّرة المتقطعة في رأسي من دون رؤيتها فعلياً. كنتُ
عازماً على زيارة القاهرة في أقرب وقت كي تسنح لي فرصة تجسيد الفكرة الخيالية
لتصبح واقعاً ملموساً ومرئياً. ولكن المدة طالت ما بين القراءة الأولى والزيارة
الأولى!
لكنها أتتْ..
وكانت رحلة تاريخية بالنسبة لي.. ليس لمجرد كونها خروجاً من نطاق مدينتي أو حدود خارطتي، فلم تكن السفرة الأولى، ولكن لكونها رحلةٍ خاصةٍ إنتويت فيها أمراً إنْ قُدّرَ لي أن أفعله فإني فاعله... وهو مطابقة الخريطة العقلية بالخريطة الحقّة.. بمالمرور على أكبر قدرٍ ممكنٍ من الأماكن التي ذُكرتْ في الألغاز وخصوصاً تلك الخاصة بالمغامرين الخمسة!
فهل إستطعتُ لهذا سبيلاً؟!
أول ما نزلتُ مصراً، علمتُ أمراً أنه رغم أنني أطأ هذه الأرض في التسعينات إلاّ إنني أراها في أواخر الستينات وبداية السبيعنات.. كنتُ أراها بعين الألغاز التي أحفظها والروايات العديدة التي قرأتها.. لم أرى مصر المزدحمة بالسيارات والناس المتسارعة بأنفاسهم المتلاهثة.. بل كانت هادئة في ذهني.. هادئة جداً.. وتقريباً تكاد تخلو من العالم أجمعين!
لم أكن في حاجةٍ إلى دليلٍ سياحي، أو خارطة بالمعالم والشوارع، أو حتى سؤال مارٍ عن مكان. كل شيء تترجم فجأة أمام عيوني لدرجة أنني أحسستْ إنني وطأتُ أرض هذه البلد من قبل.. أنني أنتمي إليها.. أنني أعرفها معرفة الخطوط في كفّيَّ. ومنذ اللحظة الأولى بدأت المعادلات تتلاقى في رأسي.. فهذا هو ميدان "التحرير" الذي مرّ به أكثر من مرة "تختخ" المؤدي إلى ميدان "طلعت حرب" المؤدي إلى كافيه الأمريكين حيث إنتظر فيه تختخ والدته مرة. مررتُ بشارع "قصر النيل" وتذكرت نكتة "عاطف" في لغز عصابة التزييف وضحكت من قلبي.. ومنه تفرعتُ إلى شارع "عبد الخالق ثروت" إلى شارع "عرابي" لأرى نفسي تقترب من منطقة أحببتها منذ رأيتها وهي "العتبة". دار لغز الحقيبة السوداء في رأسي كغزلٍ ملوّن، أرخى بألوانه القديمة على المرئيات أمامي.. فشخصتُ تختخ يركب الترام من ميدان السيدة مروراً بشارع خيرت إلى شارع عبد العزيز وصولاً إلى العتبة... حتى النزول في شارع "كلوت بك"!! ولهذا الشارع تأثير بالغ فيَّ حتى أنني ألّفت فيه قصيدة سمّيتها "كلوت بك" لم يفهمها غيري وصديق أشترك معه في قراءة الألغاز!
ثم كانت بعدها لحظة إنطلاقي إلى مكان تختخ المفضل.. آلا وهو "جروبي".. ومن بين أفرع الكافيه العديدة إلاّ أنني أحسست أنه الفرع الذي في شارع عبد الخالق ثروت.. درتُ بين شوارع أقرأ أسماؤها على اللافتات الزرقاء وكأني اقرأ عناوين مدينتي.. ووقفت أمام "جروبي" طويلاً.. حثّني إبن عمي – الذي رافقني الرحلة الإستكشافية- للدخول. اخترتُ مكاناً أحسست أن تختخ كان سيختاره.. والطلب كما تعرفون كان بضع قطع من الجاتوه وشاي!!!! أنا لستُ من متلذلذي شرب الشاي وخصوصاً مع الحلويات، فهاذين الأمرين أشعر بإختلافهما.. ولكن قُضي الأمر، فكان. 3 ساعات من الصمت المطبق في "جروبي"، كلٍّ منّا سارحٌ في خياله الخاص.. أمامنا الشاي والجاتوهات.. 3 ساعات من الرحيل عبر تلافيف المخ إلى أوراق صفراء اللون لكن حبرها أسودٌ غامق.
واستمرت الرحلة – وأكثرها كان على الأقدام – لمعالم عدّة من المتحف إلى حديقة الحيوان إلى حديقة الأسماك إلى الكورنيش المبهر.. وتوالت الصور: فهنا الفندق الذي التقوا فيه مع المفتش سامي في لغز وادي الذئاب وهنا دارت سيارة العميل السري وتختخ فوقها وهناك جلس الشاويش فرقع تحت شجرة في لغز الطفل المخطوف.. هذا باب اللوق حيث الطريق المؤدي إلى مكتب المفتش سامي.. وهنا باب الشعرية و سيدنا الحسين حيث بحث تختخ عن الغني الفقير الدهل في لغز الحقيبة الدبلوماسية.. وهذا هو مفرق الغورية والحلمية حيث قصداه الأخيرين للهرب من من كان يلاحقهما.. وهو نفسه المؤدي إلى المكان الذي كان يتمركز فيه الجاسوس مايزر كماسح أحذية...والكثير من المناطق المميزة... والغريبة.. كحي الزبالين – الذي حتى سائق التاكسي لم يستدل عليه رغم اعترافه أنه مولود في مكان قريب منه فإتبعَ توجيهاتي له!!
ثم كان الذهاب إلى المكان الأسمى والأجمل.. المعادي!
هي لحظات لا تُترجم على الورق.. ولا تُكتب.. بل تُحسّ. لحظات تختصر أزمنة ومسافات.. وتجرّد الناس من هويتها الزمنية لتتقهقر إلى الوراء سنوات وسنوات. كورنيش المعادي.. معادي الفيلات.. القصور بأشجارها.. الحي الهادئ.. حتى بوّابين الفيلات كان لهم تأثير في وجودهم.. فأي منهم كان بواب قصر الصبار؟ وأي منهم ما زال يعيش حارساً للقصر الأخضر؟ وأين قصر ملك الشطرنج؟ والمنزل رقم 98؟ أين قصر سامح في لغز الزائر الغامض الذي يملك حديقة كغابة؟ وقصر وحيد الذي حديقته هي الأكبر حسب ظن تختخ؟ أين البيت الذي دارت فيه أحداث لغز الرجل الذي طار بدرجاته العالية؟ وهل هناك وجود فعلي لشارع الأزهار؟ هل البيت الخفي ما زال مختفٍ؟ ....
وعشتُ ساعات لا تصدّق في الحديقة اليابانية في حلوان.. أين جلس المغامرون الخمسة؟ هنا جنب القرود الثلاثة التي هي أول درس في الفلسفة أم هناك تحت خميلة حمراء؟ وهل كان الأستاذ مراد واقفاً أيضاً هنا حينما ترك منديله عن قصد في لغز ملك الشطرنج؟
ومن القاهرة إلى رمسيس.. لأخذ القطار وخوض رحلة التذكر للغز المتحف ولغز الهارب الصغير.. مروراً بكل المحطات: بنها حيث إرتحل تختخ في أعقاب الهارب فريد.. ثم طنطا .. ودمنهور.. حتى الإسكندرية.. محطة الرمل.. حيث ترجّل منها تختخ مرات عدة ولكن لا يمكن أن يكون أهمّها سوى قدومه للبحث عن خيط ما يربط به سر إختفاء لوزة في لغز عباس الأقرع.. فهل أصل لغيط العنب مثلاً؟ الإسكندرية حيث ذكريات لغز المدينة الغارقة والبحث عن الآثار القديمة الغارقة تحت مياه البحر الأبيض المتوسط وبورتللي الفار من العدالة.. ولغز الوثائق السرية الذي شاءت الأقدار أن تسوق طريقه إلى طريق تختخ حيث كان متواجداً مع أهله للتصييف.. وعودة إلى القاهرة مرة إلى أخرى كإنطلاقة إلى بني سويف ثم المنية.. حيث دارت عصابة التزييف المشهورة في الثلاثية الرائعة.. طرقات القطار على الأرض كان لها صدىً في رأسي يحفر ويحفر ثنايا ذاكرتي ويستخرج منها الصور والمكنونات المتراصة عبر سنين.
ثم جاءت الرحلة الخيالية.. من أسوان.. كوم امبو.. إدفو.. فمررت بلغز الفيلم الملون مروراً مع تمعن.. توقعت سماع إسمي عند وصولي محطة أسوان.. لا بدّ أن يكون هذا هو صوت مسعود عبد الرحيم صديق والد تختخ مجلالاً ينادي الأستاذ توفيق خليل.. وأين بوسن؟ هل ألتقيه في "جزيرة النباتات"؟ كانت الجزيرة رائعة.. وصلنا إليها عبر قارب.. غابة تحفل بشتى الأشجار المنسّقة تنسيقاً بديعاً..
وانطلقنا بعدها بحراً عبر النيل الهادىء الغامض إلى الأقصر.. وبدأت مجدداً تتباعات الصور والكلمات تتكوّن لتخلق سيناريوهات وأحداث وتوقعات.. لغز الأخرس.. الولد الصغير الذي كان يهتاج كلما رأى صورة الأقصر.. بيت خال تختخ.. الأقصر ووادي الملوك ووادي الملكات ومعبد حتشبسوت.. حيث الكرنك.. وألغاز تتراءى لي وكأنها حيّة!!
لكنها أتتْ..
وكانت رحلة تاريخية بالنسبة لي.. ليس لمجرد كونها خروجاً من نطاق مدينتي أو حدود خارطتي، فلم تكن السفرة الأولى، ولكن لكونها رحلةٍ خاصةٍ إنتويت فيها أمراً إنْ قُدّرَ لي أن أفعله فإني فاعله... وهو مطابقة الخريطة العقلية بالخريطة الحقّة.. بمالمرور على أكبر قدرٍ ممكنٍ من الأماكن التي ذُكرتْ في الألغاز وخصوصاً تلك الخاصة بالمغامرين الخمسة!
فهل إستطعتُ لهذا سبيلاً؟!
أول ما نزلتُ مصراً، علمتُ أمراً أنه رغم أنني أطأ هذه الأرض في التسعينات إلاّ إنني أراها في أواخر الستينات وبداية السبيعنات.. كنتُ أراها بعين الألغاز التي أحفظها والروايات العديدة التي قرأتها.. لم أرى مصر المزدحمة بالسيارات والناس المتسارعة بأنفاسهم المتلاهثة.. بل كانت هادئة في ذهني.. هادئة جداً.. وتقريباً تكاد تخلو من العالم أجمعين!
لم أكن في حاجةٍ إلى دليلٍ سياحي، أو خارطة بالمعالم والشوارع، أو حتى سؤال مارٍ عن مكان. كل شيء تترجم فجأة أمام عيوني لدرجة أنني أحسستْ إنني وطأتُ أرض هذه البلد من قبل.. أنني أنتمي إليها.. أنني أعرفها معرفة الخطوط في كفّيَّ. ومنذ اللحظة الأولى بدأت المعادلات تتلاقى في رأسي.. فهذا هو ميدان "التحرير" الذي مرّ به أكثر من مرة "تختخ" المؤدي إلى ميدان "طلعت حرب" المؤدي إلى كافيه الأمريكين حيث إنتظر فيه تختخ والدته مرة. مررتُ بشارع "قصر النيل" وتذكرت نكتة "عاطف" في لغز عصابة التزييف وضحكت من قلبي.. ومنه تفرعتُ إلى شارع "عبد الخالق ثروت" إلى شارع "عرابي" لأرى نفسي تقترب من منطقة أحببتها منذ رأيتها وهي "العتبة". دار لغز الحقيبة السوداء في رأسي كغزلٍ ملوّن، أرخى بألوانه القديمة على المرئيات أمامي.. فشخصتُ تختخ يركب الترام من ميدان السيدة مروراً بشارع خيرت إلى شارع عبد العزيز وصولاً إلى العتبة... حتى النزول في شارع "كلوت بك"!! ولهذا الشارع تأثير بالغ فيَّ حتى أنني ألّفت فيه قصيدة سمّيتها "كلوت بك" لم يفهمها غيري وصديق أشترك معه في قراءة الألغاز!
ثم كانت بعدها لحظة إنطلاقي إلى مكان تختخ المفضل.. آلا وهو "جروبي".. ومن بين أفرع الكافيه العديدة إلاّ أنني أحسست أنه الفرع الذي في شارع عبد الخالق ثروت.. درتُ بين شوارع أقرأ أسماؤها على اللافتات الزرقاء وكأني اقرأ عناوين مدينتي.. ووقفت أمام "جروبي" طويلاً.. حثّني إبن عمي – الذي رافقني الرحلة الإستكشافية- للدخول. اخترتُ مكاناً أحسست أن تختخ كان سيختاره.. والطلب كما تعرفون كان بضع قطع من الجاتوه وشاي!!!! أنا لستُ من متلذلذي شرب الشاي وخصوصاً مع الحلويات، فهاذين الأمرين أشعر بإختلافهما.. ولكن قُضي الأمر، فكان. 3 ساعات من الصمت المطبق في "جروبي"، كلٍّ منّا سارحٌ في خياله الخاص.. أمامنا الشاي والجاتوهات.. 3 ساعات من الرحيل عبر تلافيف المخ إلى أوراق صفراء اللون لكن حبرها أسودٌ غامق.
واستمرت الرحلة – وأكثرها كان على الأقدام – لمعالم عدّة من المتحف إلى حديقة الحيوان إلى حديقة الأسماك إلى الكورنيش المبهر.. وتوالت الصور: فهنا الفندق الذي التقوا فيه مع المفتش سامي في لغز وادي الذئاب وهنا دارت سيارة العميل السري وتختخ فوقها وهناك جلس الشاويش فرقع تحت شجرة في لغز الطفل المخطوف.. هذا باب اللوق حيث الطريق المؤدي إلى مكتب المفتش سامي.. وهنا باب الشعرية و سيدنا الحسين حيث بحث تختخ عن الغني الفقير الدهل في لغز الحقيبة الدبلوماسية.. وهذا هو مفرق الغورية والحلمية حيث قصداه الأخيرين للهرب من من كان يلاحقهما.. وهو نفسه المؤدي إلى المكان الذي كان يتمركز فيه الجاسوس مايزر كماسح أحذية...والكثير من المناطق المميزة... والغريبة.. كحي الزبالين – الذي حتى سائق التاكسي لم يستدل عليه رغم اعترافه أنه مولود في مكان قريب منه فإتبعَ توجيهاتي له!!
ثم كان الذهاب إلى المكان الأسمى والأجمل.. المعادي!
هي لحظات لا تُترجم على الورق.. ولا تُكتب.. بل تُحسّ. لحظات تختصر أزمنة ومسافات.. وتجرّد الناس من هويتها الزمنية لتتقهقر إلى الوراء سنوات وسنوات. كورنيش المعادي.. معادي الفيلات.. القصور بأشجارها.. الحي الهادئ.. حتى بوّابين الفيلات كان لهم تأثير في وجودهم.. فأي منهم كان بواب قصر الصبار؟ وأي منهم ما زال يعيش حارساً للقصر الأخضر؟ وأين قصر ملك الشطرنج؟ والمنزل رقم 98؟ أين قصر سامح في لغز الزائر الغامض الذي يملك حديقة كغابة؟ وقصر وحيد الذي حديقته هي الأكبر حسب ظن تختخ؟ أين البيت الذي دارت فيه أحداث لغز الرجل الذي طار بدرجاته العالية؟ وهل هناك وجود فعلي لشارع الأزهار؟ هل البيت الخفي ما زال مختفٍ؟ ....
وعشتُ ساعات لا تصدّق في الحديقة اليابانية في حلوان.. أين جلس المغامرون الخمسة؟ هنا جنب القرود الثلاثة التي هي أول درس في الفلسفة أم هناك تحت خميلة حمراء؟ وهل كان الأستاذ مراد واقفاً أيضاً هنا حينما ترك منديله عن قصد في لغز ملك الشطرنج؟
ومن القاهرة إلى رمسيس.. لأخذ القطار وخوض رحلة التذكر للغز المتحف ولغز الهارب الصغير.. مروراً بكل المحطات: بنها حيث إرتحل تختخ في أعقاب الهارب فريد.. ثم طنطا .. ودمنهور.. حتى الإسكندرية.. محطة الرمل.. حيث ترجّل منها تختخ مرات عدة ولكن لا يمكن أن يكون أهمّها سوى قدومه للبحث عن خيط ما يربط به سر إختفاء لوزة في لغز عباس الأقرع.. فهل أصل لغيط العنب مثلاً؟ الإسكندرية حيث ذكريات لغز المدينة الغارقة والبحث عن الآثار القديمة الغارقة تحت مياه البحر الأبيض المتوسط وبورتللي الفار من العدالة.. ولغز الوثائق السرية الذي شاءت الأقدار أن تسوق طريقه إلى طريق تختخ حيث كان متواجداً مع أهله للتصييف.. وعودة إلى القاهرة مرة إلى أخرى كإنطلاقة إلى بني سويف ثم المنية.. حيث دارت عصابة التزييف المشهورة في الثلاثية الرائعة.. طرقات القطار على الأرض كان لها صدىً في رأسي يحفر ويحفر ثنايا ذاكرتي ويستخرج منها الصور والمكنونات المتراصة عبر سنين.
ثم جاءت الرحلة الخيالية.. من أسوان.. كوم امبو.. إدفو.. فمررت بلغز الفيلم الملون مروراً مع تمعن.. توقعت سماع إسمي عند وصولي محطة أسوان.. لا بدّ أن يكون هذا هو صوت مسعود عبد الرحيم صديق والد تختخ مجلالاً ينادي الأستاذ توفيق خليل.. وأين بوسن؟ هل ألتقيه في "جزيرة النباتات"؟ كانت الجزيرة رائعة.. وصلنا إليها عبر قارب.. غابة تحفل بشتى الأشجار المنسّقة تنسيقاً بديعاً..
وانطلقنا بعدها بحراً عبر النيل الهادىء الغامض إلى الأقصر.. وبدأت مجدداً تتباعات الصور والكلمات تتكوّن لتخلق سيناريوهات وأحداث وتوقعات.. لغز الأخرس.. الولد الصغير الذي كان يهتاج كلما رأى صورة الأقصر.. بيت خال تختخ.. الأقصر ووادي الملوك ووادي الملكات ومعبد حتشبسوت.. حيث الكرنك.. وألغاز تتراءى لي وكأنها حيّة!!
بالتأكيد هناك الكثير من الذكريات التي لم أذكرها.. والعديد
من الأماكن التي زارها المغامرون الخمسة ولم أستطع زيارتها كالفيوم مثلاً.. ولكن
للأمل بقية!
2 comments:
شكرا على كل حرف خطته يداك
Post a Comment